شهد العالم الرياضي تحولاً كبيراً في الأيام الماضية، بعدما وجد الرياضيون أنفسهم مجبرين على البقاء في منازلهم نتيجة توقف الأنشطة الرياضية حول العالم جراء «جائحة كورونا» وتفشي فيروس «كوفيد-19».
هذا الوضع أصبح واقعاً جديداً، تحول فيه الرياضيون من الملاعب والساحات إلى العالم الذكي، يمارسون فيه الرياضة داخل الغرف والمساحات المحدودة في منازلهم، متخذين من وسائط التواصل الاجتماعي وسيلة لاستعراض نشاطهم.
وفرض هذا التباعد على الرياضيين، التعمق أكثر في «العالم الذكي» لكونه الوسيلة المتاحة حالياً للتواصل بين اللاعب ومدربه أو مع زميله أو حتى مع جمهوره، وبالقدر نفسه، وفرض على كل منظومة الرياضة في العالم، التعامل من خلف الشاشات عبر التكنولوجيا الذكية، التي أضحت بين يوم وليلة، الحاضنة الأساسية للرياضيين في زمن «الكورونا» والحجر الصحي، لما توفره من بدائل مناسبة لـ«عالم الواقع» بكل فعالياته من نشاط رياضي أو اجتماعات أو تواصل.
تمارين عبر الإنترنت
وتطلب هذا الوضع من مدربي اللياقة البدنية تحضير برامج أسبوعية، وتمارين فردية وشرحها للاعبين عبر الإنترنت والتواصل بتقنية الفيديو. وأوضح المدير الطبي لنادي ريال بيتيس الإسباني خوسيه مانويل ألفاريز: «أعطينا كل لاعب من لاعبينا الإرشادات اللازمة، حتى الغذائية والطبية». وعمدت بعض الأندية، ومنها بايرن ميونيخ بطل ألمانيا في المواسم السبعة الأخيرة، إلى إقامة حصص تدريبية افتراضية عبر الإنترنت، يشارك فيها كل اللاعبين عبر الفيديو، ولجأ أتلتيكو مدريد الإسباني إلى إجراء تدريب تكتيكي، من خلال اجتماعات عبر الفيديو بين اللاعبين والمدربين للبقاء في جو اللعبة.
ابتكار
وابتكرت الأندية الإسبانية دورة في الألعاب إلكترونية عوضاً عن ممارسة كرة القدم في الواقع، كل هذا بسبب العزل الصحي، بسبب فيروس «كورونا» المستجد الذي فرض آثاره على حياة لاعبي كرة القدم.
وواصل نجوم الرياضة وأبرز مشاهير الكرة العالمية، مشاركة متابعيهم عبر حساباتهم المختلفة على منصات التواصل الاجتماعي، أبرز اللحظات التي يقضونها مع عائلاتهم. ووجه نجم المنتخب البرتغالي ويوفنتوس الإيطالي كريستيانو رونالدو، الموجود في الحجر الصحي الطوعي في مسقط رأسه ماديرا، رسالة لمشجعيه بضرورة احترام الإرشادات الصحية للحيلولة دون انتشار فيروس «كورونا» المستجد. وقال رونالدو، الذي وضع نفسه في الحجر بعد إصابة زميله في يوفنتوس دانييلي روغاني بفيروس «كوفيد-19»، «يمر العالم بلحظة صعبة للغاية تتطلب أقصى قدر من العناية والاهتمام منا جميعاً، أتحدث إليكم اليوم ليس كوني لاعب كرة قدم، بل كوني ابناً وأباً وإنساناً معني بآخر التطورات التي تؤثر على العالم بأسره».
تنوع في التكنولوجيا
وينشر الدولي الألماني توني كروس لاعب وسط نادي ريال مدريد الإسباني، بشكل منتظم، مقاطع فيديو لتحديات جديدة عبر حسابه الرسمي على «انستغرام»، حيث يقوم بإبراز هذه المشاركات على حسابه، على أن يفوز الأفضل بهدية رمزية تحمل توقيعه.
فيما شارك الدولي الويلزي غاريث بيل لاعب نادي ريال مدريد الإسباني مقطع فيديو مع متابعيه عبر حسابه على «انستغرام» وهو يقوم بممارسة رياضته المفضلة «الغولف»، فيما قام الفرنسي نغولو كانتي، لاعب وسط نادي تشيلسي الإنجليزي، بنشر فيديو عبر حسابه على «انستغرام» وهو يستعرض مهاراته بتسجيل الأهداف في المواقف الصعبة، ومن زوايا مستحيلة.
من جانبه، يستغل الإسباني أندريس انييستا لاعب وسط نادي فيسيل كوبي الياباني فترة الحجر الصحي المنزلي، بخوض العديد من التحديات الفكاهية مع زوجته، والتي يحرص على مشاركتها مع متابعيه عبر حسابه على «انستغرام»، بينما أظهر الدنماركي مارتن براثويت لاعب نادي برشلونة الإسباني، جانباً من مهاراته في المراوغة وتنطيط الكرة. وقام الإنجليزي جيمي فاردي، هدّاف نادي ليستر سيتي، وعائلته، بتحية الأطقم الطبية وفرق الرعاية الصحية التي تكافح فيروس «كورونا» في بريطانيا، ويمضي الألماني سامي خضيرة لاعب يوفنتوس الإيطالي وقته في تعلم العزف على البيانو، فيما يراجع مواطنه روبن غوزنس لاعب أتالانتا الدروس لامتحانات علم النفس.
نموذج
لم يختلف حال الإدارات في الرياضة، عن اللاعبين في استثمار التكنولوجيا والعمل من بُعد، وضرب اتحاد الإمارات لكرة القدم نموذجاً في ذلك بعقده اجتماعه الثاني عبر تقنية «الفيديو» المباشر، بعد أيام قليلة من الاجتماع الإلكتروني الاستثنائي، الذي عقده الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، والذي تلقى فيه طلبات روابط الدوريات العالمية، وشهد هذا الاجتماع الاستثنائي لمنتدى الدوريات العالمية مشاركة 17 من روابط الدوريات المحترفة «أستراليا وبلجيكا والدنمارك وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا والمكسيك وبولندا وأسكتلندا وجنوب أفريقيا وإسبانيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والنمسا واليابان»، كما نابت رابطة المحترفين في الإمارات عن باقي الدوريات العربية المعمول فيها بنظام الاحتراف